بعد تضييقات على المحتوى الداعم لفلسطين.. «مارك» يلغي الرقابة على الفيس بوك.. خبراء يكشفون السر.. ونشطاء: تهديدات ترامب لـ«ميتا» والمواقع المنافسة السبب

أثار حديث الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرج، عن إلغاء بعض القيود على المنشورات في الفيس بوك، وإلغاء نظام المدققين الذين يراقبون المحتوى، واستبداله بـ "ملاحظات المجتمع، أثار جدلًا واسعًا بين الخبراء التقنيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

قرار زوكربيرج خطوة متأخرة جدًا

واعتبر خبراء التكنولوجيا قرار زوكربيرج بأنه خطوة متأخرة جدًّا، جاءت بسبب التراجع الكبير في مصداقية، حيث كان يتم استغلال تطبيق الفيس بوك للتضييق العنصري على حرية التعبير، وطرح البعض تساءل "هل يمكنني الاستغناء عن كتابة بعض الكلمات؟ وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية أم أن القرار مجرد تلميع لصورة هذا التطبيق؟"

كما جاء ذلك بعد تقييد المحتوى العربي خاصة الداعم للقضية الفلسطينية والوقوف ضد حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة وظهور العديد من المواقع المنافسة مثل فكونتاكتي الروسي وفيراستي الإيراني بالإضافة إلى مساحة الحرية الكبيرة التي يجدها المستخدمين في تطبيق تويتر.

مارك زوكربيرج يلغي الرقابة على الفيس بوك، فيتو

كما كشف العديد من خبراء التكنولوجيا السر وراء إعلان مارك زوكربيرج الآن تخفيف أو إلغاء بعض القيود على المحتوى المنشور عبر الفيس بوك، حيث أشار بعض التقنيين أن الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرج يجري تغييرات شاملة على شبكة الإنترنت الاجتماعية "فيس بوك"، وذلك تماشيًا مع رغبات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وأنصاره.
جاءت التغييرات التي أعلنها مارك زوكروبيرج مفاجأة بالنسبة مستخدمي الفيس بوك، وكل مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيطر عليها "ميتا"، حيث أعلن مارك إلغاء برنامج التحقق من المعلومات واستبداله بنموذج "ملاحظات المجتمع"، المشابه للنظام المستخدم في منصة "إكس"، التي يملكها الملياردير الأمريكي أيلون ماسك، لتعزيز حرية التعبير.

برنامج التقييد في الفيس بوك منحاز سياسيًا

وأكد مارك زوكربيرج أن الميزة الجديدة للمستخدمين لتقييم المنشورات ستبدأ بالظهور في الولايات المتحدة قريبًا، واصفُا برامج التحقق السابقة بأنها كانت "منحازة سياسيًا"، وأدت إلى فقدان الثقة، وأن ميتا ستبسط سياساتها عبر إزالة القيود عن موضوعات مثل الهجرة، كما ستنقل فرق الثقة والأمان من كاليفورنيا إلى تكساس، وتعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمواجهة محاولات الرقابة على الشركات الأمريكية.

ضغوط ترامب تجبر زوكربيرج على التراجع، فيتو

وكشف العديد من خبراء التكنولوجيا سر التغيير المفاجيء لقرارات مارك، قائلين: "بعد سنوات من حذف المحتوى والصفحات والحسابات والتضييق الكبير.. مارك خرج بفيديو يتحدث فيه عن حرية التعبير في فيسبوك وانستجرام، أول القرارات هي التخلص من مدققي الحقائق وإستبدالهم بملاحظات مجتمعية، مشابهة تماما لمنصة أكس، بدءًا من الولايات المتحدة.

منشورات الفيس بوك لا يمحيها المراقبين

وأشار خبراء التكنولوجيا إلى أن قرار مارك يعني "بكل بساطة أن المنشورات لا تمحى عن طريق مدققين، لكن تستبدل بملاحظة يقدمها المجتمع تكون أسفل المنشورات".

علاقة أيلون ماسك بتخفيف القيود على الفيس بوك، فيتو

وعن سر تراجع مارك زوكروبيرج، قال الخبير التقني الجزائري محمد كنينا "ببساطة لأن تويتر أصبح الأداة الأولى للمعلومة والأخبار وأرباحه زادت مقارنة بتراجع فيس بوك، العالم الغربي لا يستعمل بتاتا الفيس بوك، بالعكس تويتر هو المنصة الأولى لديهم لنشر الأخبار والمعلومات، وحتى دول الخليج والشرق الأوسط أصبحت تستعمل تويتر فقط، ونحن دول شمال إفريقيا وقارة إفريقيا من يستعملون الفيس بوك، هذه السياسة محاولة لرجوع الفيس بوك للساحة، للعلم أن الاشتراكات الجديدة في فيسبوك في تراجع مستمرة كل سنة مقارنة مع منصات مثل تويتر تيك توك أو تليجرام"
وقال الخبير التقني محمد عبد التواب مرباح "الفيس بوك أسوء منصة لعام 2024، كارثة كبيرة صفحات مليونية تم غلقها عن طريق الخطأ،ومنصة أكس وتليجرام تصدرت الأمر وفتحت الباب لحرية رأي أكبر"

انسحابات كبيرة من تطبيق الفيس بوك

أما بشير حميدي، مطور مواقع ومسوق رقمي والمدرب المعتمد من المنظمة الدولية للعمل بجنيف سويسرا، فقال: "سبب هذا القرار هو أن العديد من المجتمعات انسحبت من إستخدام تطبيق فيس بوك، ولم يعد لهم حسابات فيه، حتى إيلون ماسك حذف صفحته وصفحة space x قبل فترة بسبب المضايقات، فما أدراك بعامة الناس."

تهديد مارك زوكربيرج بقضايا الاحتكار، فيتو

وقال البلوجر بدر الدين بويزا "بسبب هذه الخطوة وتحديث سنة 2019، ملايين الحسابات ودعت الفيس بوك، منها حسابي من 2010، برغم أن حسابي فيه ذكرياتي بالمقابل عندي تويتر من 2015، وحتى الآن تويتر وتليجرام أفضل منصات للتعارف وتنتقي فيهم جمهورك"

وقال البلوجر طيب أيس "تطبيق فيس بوك حذف ليّ 40 صفحة و10 بروفيل و2 انستجرام، وإعلان مارك زوكروبيج يعد تراجع تاريخي لميتا أمام أكس"

مارك زوكربيرج ينضم لأجندة ترامب

وعلق أستاذ بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن الدكتور نور مصباحا قائلًا: "كانت عناوين الأخبار على محطات التلفزيون البريطانية الليلة الماضية حول تخلي مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، الملياردير مالك "فيس بوك"، عن أجندته الليبرالية، وانضمامه إلى أجندة دونالد ترامب غير الليبرالية والتبرع بمليون دولار لتنصيب دونالد ترامب رئيسًا هذا الشهر"

دونالد ترامب يهدد مارك زوكربيرج، فيتو

وقال الدكتور نور مصباحا "هناك نهج ساذج لاستخدام فيسبوك بين العديد من الناس المحترمين وبين مؤيدي فلسطين في الغرب، إن فكرة أن "فيس بوك" منصة رائعة لـ "حرية التعبير" أو "لتحرير فلسطين"... هي فكرة سخيفة تمامًا، مارك زوكربيرج ملياردير ومثله كمثل كل المليارديرات يستخدم فيسبوك لكسب المزيد من المليارات لأنفسهم، وهناك أشياء كثيرة لم نتمكن من قولها ومناقشتها أو حتى ذكر هذه الأشياء حول "فلسطين" على الفيس بوك"

وأضاف نور مصباحا "قبل عدة سنوات شعرت بالدهشة عندما أرسل لي فريق من مديري فيس بوك المقيمين في "الإمارات العربية المتحدة" رسالة إلكترونية يريدون فيها مناقشة المحتوى العربي، لما يتم نشره على فيس بوك معي.. لست متأكدًا لماذا معي؟. بالطبع رفضت مقابلتهم أو التحدث إليهم"

الكلمات الممنوعة من الفيس بوك هل تعود؟

أما مصمم المواقع مصطفى وئام فقال: "أحب أنوه على أمر في بعض المنشورات والتعليقات أيضًا، فهناك كلمات ممنوعة من قبل إدارة الفيس بوك، وهذه الكلمات إذا وجدت بمنشور معين يأتي إشعار بوجود انتهاك بالمنشور الفلاني، تم إزالته وهذه الانتهاكات إذا تكررت تنغلق المجموعة من قبل إدارة الفيس بوك، لذا هناك منشورات بها العديد من الكلمات المحظورة في المنشورات، ومنها (داعش، كل كلام يحض على القتل، ممنوع كل كلام يحرض على العنف، ممنوع الكلمات الكيان الصهيوني، إسرائيل، غزة، الحشد الشعبي، والارهاب، وغيرها) فهل يتم إعادتها مرة أخري تبعًا لقرار مارك"

مؤسس ميتا يعلن تخفيف الرقابة على محتوى الفيس بوك، فيتو

المستشار المالي عمر جاسم الصياح كشف "تجاوزت ثروة مارك زوكربيرج، مؤسس شركة ميتا، 223 مليار دولار ليصبح ثالث أغنى شخص في العالم، بعد أن ارتفعت ثروته بمقدار 8 مليارات دولار في 24 ساعة، وبذلك، تخطى لاري إليسون، مؤسس أوراكل، الذي تراجعت ثروته إلى 192 مليار دولار، في الوقت نفسه، لا يزال إيلون ماسك أغنى شخص في العالم بثروة 437 مليار دولار، يليه جيف بيزوس بثروة 246 مليار دولار."

زوكربيرج في لحظة انعطاف حاسمة

وعلق عدد من خبراء التكنولوجيا على قرار مارك زوكربيرج قائلين " يبدو أن مارك زوكربيرج في لحظة انعطاف حاسمة اختار أن يعيد رسم مساره ويقترب من الخطاب اليميني الذي طالما أثار الجدل؛ وهو الآن مثل قائد سفينة يحدق في الأفق البعيد، يحاول أن يستلهم من إيلون ماسك طريقته الجريئة في إدارة الساحة الرقمية لكنه في الوقت ذاته يسير على حبل مشدود بين رغبة في التغيير وخشية من أن تهتز إمبراطوريته العملاقة تحت وطأة هذا التحول."

وأكدوا أن "زوكربيرج، الذي كان يومًا رمزًا للتقدمية الرقمية يبدو اليوم وكأنه يراجع قناعاته القديمة لا ليهجرها كليًا بل ليعيد تشكيلها وفق مقتضيات اللحظة السياسية والاجتماعية، إنها حركة أشبه برقصة التango حيث التقدم للخلف قد يكون ضروريًا للاندفاع بقوة إلى الأمام."

مارك زوكربيرج على خطى أيلون ماسك، فيتو

وأشار خبراء التكنولوجيا أن إعلان مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" عن تغييرات جوهرية في سياسات منصته فيس بوك وإنستجرام، مؤكدًا العودة إلى "الجذور" والتركيز على حرية التعبير."

ومن أبرز التغييرات المعلنة في قرار مؤسس "ميتا"، حسبما أشار خبراء التكنولوجيا هي "إزالة مدققي الحقائق، ستتوقف المنصات عن استخدام مدققي الحقائق من قبل طرف ثالث، والاعتماد بدلًا من ذلك على "ملاحظات المجتمع" التي يُنشئها المستخدمون على غرار ما هو معمول به في منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك."

وأشار الخبراء إلى أن "هذه التغييرات تأتي في سياق فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والتأثير المتزايد لإيلون ماسك مما دفع زوكربيرج إلى تبني سياسات أكثر انفتاحًا تجاه اليمين وتقليل الرقابة على المحتوى؛ ومن المتوقع أن تؤثر هذه التحولات بشكل كبير على تجربة المستخدمين على منصتي فيس بوك وإنستجرام، مع تعزيز حرية التعبير وتقليل التدخل في المحتوى المنشور."

ترامب يهدد مارك زوكربيرج بقضايا مكافحة الاحتكار

وكشف تقرير موقع (CNN) الأمريكي أن ترامب وبعض حلفائه الرئيسيين كانوا من المنتقدين بشدة لـ زوكربيرج وفيس بوك في الماضي، حيث اتهم ترامب، في إحدى المرات السابق، زوكربيرج بـ"التدخل في الانتخابات الرئاسية"، وهدد بإرساله إلى السجن "حيث سيقضي هناك بقية حياته".

كما أن لدى "ميتا" العديد من القضايا أمام الحكومة الأمريكية، فهناك قضية لدى لجنة التجارة الفيدرالية عن مكافحة احتكار ضد الشركة، من المفترض أن تذهب إلى المحاكمة في أبريل المقبل.

كما ذكرت رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، المنتهية ولايتها لينا خان، أن "شركة ميتا تريد صفقة رائعة من إدارة ترامب، وآمل ألا يمنحها منفذو القانون في المستقبل ذلك"، ومن الواضح أن "ميتا" تحاول جذب الإدارة الأمريكية القادمة، بحسب (CNN).

وبدا الأمر وكأن إعلان زوكربيرج موجه بشكل مباشرة إلى ترامب، خاصة وأن شركة "ميتا" قدمته لأول مرة، وبشكل حصري إلى برنامج "فوكس آند فريندز"، أحد البرامج التلفزيونية المفضلة للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب.

و