الأحد 19 مايو 2024 04:12 صـ 11 ذو القعدة 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

فضفضة رمضانيّة.. لا وجوب للحجاب ولا تحريم للخمر؟

الجورنالجي

رمضان، شهر مبارك، يسعى خلاله أغلب المسلمين إلى مزيد التقرّب من الله من خلال العبادة والصدقة وفعل الخير.

بالنسبة لي، هو أيضا فرصة للتفكير في عدد من المسائل الدينيّة والاجتماعيّة المرتبطة بالدين. وفي كلّ رمضان يثير تساؤلاتي تصرّف أو قول ما، له ارتباط على الأقلّ في ظاهره بتطبيق قواعد دينيّة.

ويظلّ الإشكال الجوهري في مجتمعاتنا هو ادعاء أصحاب الرأي السائد لامتلاك الحقيقة.ومن يرى أنّه يمتلك الحقيقة، يرفض الاستماع إلى أيّ رأي مغاير. ففي ظلّ هذا الفكر المتغطرس والإقصائي، لا مكان للتعدّد الفكري وللاختلاف.

في هذا المقال، لا أدّعي امتلاك الحقيقة والصواب، فأنا لست بعلّامة أو باحثة في الشأن الديني. وإنّما أطرح وجهة نظر تكوّنت عندي من بعض القراءات وتتماهى مع فلسفة للدين قوامها اليسر والمساواة وضرورة مواكبة الدين لتطوّر المجتمعات، بما يجنّبه ابتعاد الناس عنه ولا يفقده في ذات الوقت، روحه ورسالته السامية. والله طبعا أعلم بالصواب، إذ لا يعلم الحقيقة المخفيّة إلّا هو. وقد منحنا القدرة على التفكير ووهبنا العقل لنعمله وهذه، في رأيي من أكبر النعم.

انطلق تفكيري من مشهد من مسلسل رمضاني ناجح أتابعه بكلّ شغف وهم متميّز من حيث الإخراج والكتابة والتصوير إلّا أنّي صدمت بما قيل سريعا في ذلك المشهد الذي اجتمع فيه شيخ من شيوخ الدين مع جمهوره وكان يلقي محاضرة قائلا فيها أنّ هناك العديد من الإملاءات التي يفرضها المجتمع باسم الدين ،ولكنّ الدين في الواقع لم يفرضها, فسألت إحدى الحاضرات واحدة أخرى جالسة بجانبها(وهي من المتعاونين في أعمال السوء مع هذا الذي يزعم أنّه شيخ) عمّا
يقصده الشيخ، فأجابتها أنّ من الأمثلة على ذلك ، فرض ارتداء الحجاب ومنع شرب الكحول. ما صدمني هو أنّ المسلسل بطريقة غير مباشرة قد شيطن النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب ومن يشرب الكحول إذ أنّ ذلك الشيخ الذي يقول أنّ الحجاب غير إجباري وأنّ شرب الكحول غير محرّم هو بالفعل شيطان، يدّعي أنّه شيخ دين، وهو يمثّل في هذا المسلسل، الشرّ والدمار للمجتمع وللبشر.

ففكّرت في الحجاب وأصل الفعل حجب يحجب حجبا أي أخفى عن الأنظار.

وعندما يقرّر مجتمع أنّ يحجب جسد المرأة كلّيا بما في ذلك شعرها، ويعتبر في ذلك دليلا على التديّن الصحيح و امتثالا لأوامر الله وأنّ المرأة المحجّبة هي رمز للعفّة والتديّن والأخلاق، فلا يمكنني إلّا أن أفكّر بأنّه مجتمع رجعي وقاهر للمرأة حتّى وإن كان عدد من النساء فيه يتحجّبن ب"إرادتهن". وحتّى وإن كان القهر ليس جليّا وصادما، فأنا أؤمن بأنّ ما دام جسد المرأة "محتجزا" في مجتمع ذكوري فإنّه مهما تعدّدت حقوقها فيه، فهي تظلّ مواطنة من درجة ثانية. و"احتجاز" جسدها له تمظهرات عدّة منها كبته وفرض حجبه ومنها تعنيفه، إلخ.

لماذا يواجه كلّ من يفكّر مثلي بالكفر وهو أخطر ظاهرة في مجتمعاتنا يرفضها الله عزّ وجلّ إذ لا يحقّ لأحد إلّا هو خالقنا أن يقرّر من كفر ومن لم يكفر. ولكن ما أسهل الاتهام بالكفر في مجتمعاتنا كلّما اختلف رأيك في أمر ديني عن الأغلبية.
وإن لم يتّهموك بالكفر، فهم يتّهمونك بالانحياز إلى الغرب والتأثّر به والانسلاخ عن الهويّة الأصليّة ، وكأنّ الهويّة واحدة وجامدة وهم دون غيرهم من يحدّدون ملامحها ، وكأنّ الإيمان بأنّ الامرأة كائن بشري مساو تماما للرجل حكر على الفكر الغربي ولا يمكن لمن كان من أصل عربي ومسلم أن يؤمن أيضا بذلك ويجعل منه أولويّة.

هناك من المفكّرين في الشأن الإسلامي من يؤكّد أنّ الله لم يفرض الحجاب على المرأة. واعتمد هؤلاء المفكّرون على عدد من الآيات القرآنيّة التي يؤوّلها الشق الآخر بطريقة مختلفة تماما. والاختلاف في القراءة والتأويل نعمة للمسلمات والمسلمين.

يقول الله في سورة الأحزاب "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" ويبدو إدناء الجلابيب ذا وظيفة تمييزية بين الإماء والحرائر عبر الزي. فإدناء الجلابيب يجنّب الحرائر الأذى ويثبت مكانتهن الاجتماعيّة أيضا. وهو ما يؤكّده الطبري قائلا " وقد كانت المملوكة إذا مرّت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبّهن بالإماء". ويروى أنّ عمر بن خطاب كان يضرب كل أمة ترتدي زي الحرائر. ولذلك تستنتج الدكتورة ألفة بن يوسف في كتابها "ناقصات عقل ودين...فصول في حديث الرسول"، أنّ إدناء الجلابيب "يفقد البعد المقدّس الذي يضفيه عليه بعض الأصوليّين، فإن كان هذا الأمر مقدّسا شاملا جميع النساء بلا استثناء بغرض اتقاء الفتنة، فكيف تستثنى منه الإماء؟" وكيف يضرب عمر بن الخطّاب امرأة أرادت أن تتغطّى كي لا تفتن الرجال؟" وهل يكون استياؤه لتشبّه أمة بالحرّة أكبر من غيرته على كلام الله وأوامره إن كان الله قد أمر بشيء في هذا المجال؟

ومن الآيات التي يستشهد بها أنصار وجوب "الحجاب"".... "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن...." (سورة النور)

وهناك من يفسّر هذه الآية قائلا أنّها لا تأمر بوضع الخمار بل بضرب الخمار على الجيب أي أنّ وجود الخمار/الحجاب واقع (في تلك الفترة التاريخية، كان جزءا من لباس النساء)، فهل ذكر الخمار، أمر بلبسه؟ وهل ذكر الجلابيب في الأمر بإدنائها أمر بارتدائها ". ووفق هذا المنطق كما تفسر الدكتورة ألفة يوسف هل يكون ذكر الرقيق في آيات كثيرة من القرآن أمرا بوجود الرق فيكون كلّ من ألغى الرقّ عاصيا؟" لا يبدو الأمر كذلك بل إنّ النصّ القرآني يخاطب مجتمعا قائم الذات بعاداته وطريقة لبسه.

أمّا بالنسبة للخمر فهناك من يحرّم شربه وهو الموقف السائد، بينما يؤكّد عدد من علماء الدين ،وإن كانت أصواتهم غير مسموعة في مجتمعاتنا الذي يسود فيها النقل الأعمى والخوف من التساؤل والنقد الفكري في المسائل الدينيّة، أنّه ليس هناك منع صريح في الإسلام للخمرة لا في القرآن ولا في السنّة، بل إنّ هذا المنع هو اجتهاد فقهي.

تؤكّد ذلك الدكتورة ألفة بن يوسف أنّ المحرّم في الإسلام هو السكر وليس شرب الخمر.

وذاك رأي المفكر الإسلامي التونسي الراحل الدكتور محمد الطالبي أيضا ، ووافقه في ذلك المفكّر يوسف الصديق ، ممّا أثار جدلا واسعا .

يستشهد المؤرّخ والمفكّر الراحل الدكتور محمد الطالبي بذكر الله في سورة النحل، نعم الخمر" وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (الآية 67)وبأوّل آية نزلت في المدينة جوابا عن السؤال حول الخمر والميسر، قال الله فيها:” قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس “.

كما يضيف أنّ الله أمر باجتناب الخمر وإن أراد تحريمها بصريح العبارة، لفعل كما هو الحال بالنسبة لأكل لحم الميتة والخنزير، واستشهد الدكتور محمد الطالبي بآيتين من صورة البقرة :

” إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ." (الآية 173)

" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ. "(الآية 219)

وهذا هو موقف الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين كذلك التي أكّدت أن النص القرآني لا يحرّم الخمر ، وإن كانت "من عمل الشيطان فذلك ليس في ذاتها وإنّما في مفعولها السيّء على صحّة الإنسان وعلى صحّة المجتمع" ولذلك نصحت الجمعيّة بالإمساك عن الخمر ” أمّ الخبائث “.

لا أدري إن كانت هذه التفاسير للنصوص القرآنيّة صوابا أم لا ولكنّها نتيجة بحث وتمحيص من مفكّرين يعتدّ بعلمهم وكفاءتهم. الصواب هو أن نعمل العقل في ديننا ونصوصه وأن نقبل الاختلاف في الآراء. وكلّ واحد/ة فينا يتبع نهج من يشاء. تبقى الحريّة لكل شخص هي المبدأ. ولعلّ ترك باب التفكير والاجتهاد مفتوحا دائما وقبول الرأي المخالف قد يمثّلان حافزا للكثير من المسلمين والمسلمات للتشبّث بدينهم رغم كلّ المتغيّرات وقد يجعل الإسلام مستقطبا لأناس كانوا من غير هذا الدين بالوراثة. هذا هو معنى الغيرة على الإسلام حسب رأيي وليس التفرّد بالرأي وإقصاء الآخر.

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 04:12 صـ
11 ذو القعدة 1445 هـ 19 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:19
الشروق 04:59
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:44
العشاء 20:13