العدو الصهيوني يمارس أبشع جرائمه !!
بقلم : الدكتور محمد سيد أحمد الجورنالجيليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن جرائم العدو الصهيوني، فوقائع التاريخ تؤكد أن هذا العدو قد مارس كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب ضد شعبنا العربي الفلسطيني، منذ اللحظة التي قرر فيها الصهاينة إقامة وطن لهم على الأرض العربية الفلسطينية، في نهاية القرن التاسع عشر مرورا بتطور الأحداث مع السنوات الأولى للقرن العشرين، وصولا لوعد بلفور المشؤوم الذي تمثل في الرسالة التي أرسلها آرثر بلفور وزير خارجية المملكة المتحدة في ٢ نوفمبر عام ١٩١٧ إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز الشخصيات اليهودية بالمجتمع البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وإيرلندا، ونشر نص الوعد في الصحافة في ٩ نوفمبر عام ١٩١٧، وجاء على النحو التالي: " تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وبالنظر لنص الوعد نكتشف حجم الإجرام الذي أرتكب في حق الشعب العربي الفلسطيني فقد أعطى من لا يملك الحق لمن لا يستحق، حيث سلب حق شعب بكامله من أرضه، ومنح لمجموعة من البشر تم جمعهم من شتات الأرض ليستوطنوا مكانهم ومن لم يرضى بترك أرضه طواعية، أجبر على تركها تحت تهديد السلاح، ومن حاول المقاومة دفع روحه ثمن مقاومته فارتوت أرض فلسطين بدماء الشهداء والأحرار، ولم يكتفي العدو الصهيوني بالوعد وما جاء به بل خالف كل مضمونه فخلال السنوات التالية للوعد قامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر بشعة في حق الشعب العربي الفلسطيني تحصرها بعض المصادر في ١٧ مجزرة قبل نكبة فلسطين في عام ١٩٤٨ كان أولها مجزرة حيفا في ٦ مارس ١٩٣٧ وقامت بها عصابتا الإنسل وليحي في سوق حيفا، وأخرها مجزرة الشيخ بريك في ٣١ ديسمبر ١٩٤٧ وقامت بها عصابة البالماخ في بلد الشيخ بريك وهي قرية تقع على جبل الكرمل، وبالطبع لم تلتزم العصابات الصهيونية بعدم الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين كما جاء بنص الوعد المشؤوم، وبعد إعلان الكيان الصهيوني في عام ١٩٤٨ توالت المجازر الصهيونية في حق الشعب العربي الفلسطيني وكانت أشهرها هي: مذبحة دير ياسين، ومذبحة قرية أبو شوشة، ومذبحة الطنطورة في عام ١٩٤٨، ثم مذبحة قبية في عام ١٩٥٣، ثم مذبحة قلقيلية، ومذبحة كفر قاسم، ومذبحة خان يونس في عام ١٩٥٦، ثم مذبحة المسجد الأقصى في عام ١٩٩٠، ثم مذبحة الحرم الإبراهيمي في عام ١٩٩٤، ثم مذبحة مخيم جنين في عام ٢٠٠٢، ثم مذبحة رفح، ومذبحة جباليا في عام ٢٠٢٢، وأخيراً مذبحة جنين في يناير ٢٠٢٣، ولازال العدو الصهيوني يمارس جرائمه تحت سمع وبصر العالم أجمع.
وخلال هذا الأسبوع قام العدو الصهيوني الذي يعاني من أزمة داخلية تزلزل كيانه، وتهدد بقرب زواله بعد أن سقطت ورقة التوت التي تستر عورته، فحكومة اليمين المتطرف التي تحكمه لم تعد قادرة على رأب صدع الشرخ الموجود في بنية المستوطنات الصهيونية حيث قامت باتخاذ بعض القرارات العنترية لإصلاح المنظومة القضائية لكنها قوبلت بالرفض من المستوطنين الصهاينة وخرجوا متظاهرين، واضطر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو للتراجع ولكن التظاهرات لازالت مستمرة، والانشقاق والتفتت الداخلي والإحتراب الأهلي لازال مستمر، وللهروب من هذه الأزمة الهيكلية قام رئيس حكومة الكيان بجريمة نكراء تحدث كل عام داخل باحات المسجد الأقصى لكن بصورة أبشع كثيراً مما يحدث كل عام، حيث قامت قوات الاحتلال والمستوطنين الصهاينة المجرمين باقتحام المسجد الأقصى الشريف وتدنيس المقدسات الإسلامية والاعتداء الوحشي على المصلين والمعتكفين، في ظل حالة من الصمت المريب للمجتمع الدولي الأعمى الذي لم يرى جرائم ومجازر هذا الكيان المغتصب على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان.
ونفس حالة الصمت المريب والعجز تمارس من قبل المجتمع العربي والإسلامي، الذي يكتفي دائما ببعض البيانات المنددة والشاجبة والمستنكرة للعدوان والمحذرة من التصعيد الخطير الذي يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين بكل أنحاء العالم في شهر رمضان الكريم، مؤكدين أن أية محاولات لتغيير الوضع القانوني والشرعي للمسجد الأقصى المبارك سيكون لها عواقب وخيمة تهدد أمن واستقرار المنطقة، وبالطبع العدو الصهيوني كعادته لم يلتفت لمثل هذه البيانات العربية والإسلامية العاجزة، لذلك يجب أن تتحرك المقاومة الفلسطينية البطلة والشجاعة لإشعال النيران بالداخل الصهيوني الهش والضعيف فالفرصة سانحة الآن لزلزلة أركانه في الوقت الذي بدأ ألاف المستوطنين الصهاينة يحملون جوزات سفرهم ويعودون من حيث أتوا فلم تعد أرض الميعاد هي الجنة التي وعدهم بها أجداهم من أمثال جوزيف ماركو باروخ وتيودور هرتزل وحاييم وايزمان وليونيل دي روتشيلد، اللهم بلغت اللهم فاشهد.